فصل: تفسير الآية رقم (12):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (3):

{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)}
{فِي أَدْنَى الأرض} أي أقرب أرض الروم إلى فارس الجزيرة التقى فيها الجيشان والبادئ بالغزو الفرس {وَهُمْ} أي الروم {مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ} أضيف المصدر إلى المفعول: أي غلبة فارس إياهم {سَيَغْلِبُونَ} فارس.

.تفسير الآية رقم (4):

{فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)}
{فِي بِضْعِ سِنِينَ} هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول وغلبت الروم فارس {لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} أي من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس أولاً وغلبة الروم ثانياً بأمر الله: أي إرادته {وَيَوْمَئِذٍ} أي يوم تغلب الروم {يَفْرَحُ المؤمنون}.

.تفسير الآية رقم (5):

{بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)}
{بِنَصْرِ الله} إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر بنزول جبريل بذلك فيه مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه {يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العزيز} الغالب {الرحيم} بالمؤمنين.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)}
{وَعَدَ الله} مصدر بدل من اللفظ بفعله، والأصل وعدهم الله النصر {لاَ يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ} به {ولكن أَكْثَرَ الناس} أي كفار مكة {لا يَعْلَمُونَ} وعده تعالى بنصرهم.

.تفسير الآية رقم (7):

{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)}
{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ الحياة الدنيا} أي معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك {وَهُمْ عَنِ الأخرة هُمْ غافلون} إعادة (هم) تأكيد.

.تفسير الآية رقم (8):

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)}
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِي أَنفُسِهِمْ} ليرجعوا عن غفلتهم {مَّا خَلَقَ الله السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بالحق وَأَجَلٍ مُّسَمًّى} لذلك تفنى عند انتهائه وبعده البعث {وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ الناس} أي: كفار مكة {بِلِقَاِئِ رَبّهِمْ لكافرون} أي لا يؤمنون بالبعث بعد الموت.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)}
{أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ} من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم {كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} كعاد وثمود {وَأَثَارُواْ الأرض} حرثوها وقلبوها للزرع والغرس {وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا} أي كفار مكة {وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات} بالحجج الظاهرات {فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ} بإهلاكهم بغير جرم {ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بتكذيبهم رسلهم.

.تفسير الآية رقم (10):

{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)}
{ثُمَّ كَانَ عاقبة الذين أساءا السوأى} تأنيث الأسوأ: الأقبح خبر كان على رفع عاقبة، واسم كان على نصب (عاقبة) والمراد بها جهنم وإساءتهم {أن} أي بأن {كَذَّبُواْ بئايات الله} القرآن {وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ}.

.تفسير الآية رقم (11):

{اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)}
{الله يَبْدَأُ الخلق} أي: ينشئ خلق الناس {ثُمَّ يُعِيدُهُ} أي خلقهم بعد موتهم {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بالتاء والياء.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)}
{وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُبْلِسُ المجرمون} يسكت المشركون لانقطاع حجتهم.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13)}
{وَلَمْ يَكُن} أي لا يكون {لَّهُمْ مِّن شُرَكَائِهِمْ} ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم {شفعاؤا وَكَانُواْ} أي يكونون {بِشُرَكَائِهِمْ كافرين} أي متبرئين منهم.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)}
{وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئِذٍ} تأكيد {يَتَفَرَّقُونَ} أي المؤمنون والكافرون.

.تفسير الآية رقم (15):

{فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)}
{فَأَمَّا الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ} جنة {يُحْبَرُونَ} يسرّون.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)}
{وَأَمَّا الذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بئاياتنا} القرآن {وَلِقَاءِ الأخرة} البعث وغيره {فأولئك فِي العذاب مُحْضَرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (17):

{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)}
{فسبحان الله} أي: سبِّحوا الله بمعنى صَلُّوا {حِينَ تُمْسُونَ} أي تدخلون في المساء وفيه صلاتان: المغرب والعشاء {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} تدخلون في الصباح وفيه صلاة الصبح.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)}
{وَلَهُ الحمد فِي السموات والأرض} اعتراض ومعناه يحمده أهلهما {وَعَشِيّاً} عطف على حين وفيه صلاة العصر {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر.

.تفسير الآية رقم (19):

{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)}
{يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} كالإِنسان من النطفة والطائر من البيضة {وَيُخْرِجُ الميت} النطفة والبيضة {مِنَ الحى وَيُحْىِ الأرض} بالنبات {بَعْدَ مَوْتِهَا} أي يبسها {وكذلك} الإِخراج {تُخْرَجُونَ} من القبور بالبناء للفاعل والمفعول.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)}
{وَمِنْ ءاياته} تعالى الدالة على قدرته {أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ} أي أصلكم آدم {ثُمَّ إِذَا أَنتُمْ بَشَرٌ} من دم ولحم {تَنتَشِرُونَ} في الأرض.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)}
{وَمِنْ ءاياته أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أزواجا} فخلقت حوّاء من ضلع آدم وسائر النساء من نطف الرجال والنساء {لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا} وتألفوها {وَجَعَلَ بَيْنَكُم} جميعاً {مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ} المذكور {لأيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في صنع الله تعالى.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)}
{وَمِنْ ءاياته خَلْقُ السموات والأرض واختلاف أَلْسِنَتِكُمْ} أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها {وألوانكم} من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ} دلالات على قدرته تعالى {للعالمين} بفتح اللام وكسرها، أي ذوي العقول وأولي العلم.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)}
{وَمِنْ ءاياته مَنَامُكُم باليل والنهار} بإرادته راحة لكم {وابتغاؤكم} بالنهار {مِن فَضْلِهِ} أي تصرّفكم في طلب المعيشة بإرادته {إِنَّ فِي ذلك لأيات لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} سماع تدبر واعتبار.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)}
{وَمِنْ ءاياته يُرِيكُمُ} أي إراءتكم {البرق خَوْفاً} للمسافر من الصواعق {وَطَمَعًا} للمقيم في المطر {وَيُنَزِّلُ مِنَ السماء مَاءً فَيُحْىِ بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} أي يبسطها بأن تنبت {إِنَّ فِي ذَلِكَ} المذكور {لأيات لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبَّرون.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)}
{وَمِنْ ءاياته أَن تَقُومَ السماء والأرض بِأَمْرِهِ} بإرادته من غير عمد {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مّنَ الأرض} بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور {إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26)}
{وَلَهُ مَن فِي السموات والأرض} ملكاً وخلقاً وعبيداً {كُلٌّ لَّهُ قانتون} مطيعون.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}
{وَهُوَ الذي يَبْدَأُ الخلق} للناس {ثُمَّ يُعِيدُهُ} بعد هلاكهم {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة {وَلَهُ المثل الأعلى فِي السموات والأرض} أي الصفة العليا، وهي أنه لا إله إلا الله {وَهُوَ العزيز} في ملكه {الحكيم} في خلقه.

.تفسير الآية رقم (28):

{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)}
{ضَرَبَ} جعل {لَكُمْ} أيها المشركون {مَثَلاً} كائناً {مّنْ أَنفُسِكُمْ} وهو {هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أيمانكم} أي من مماليككم {مِّن شُرَكَاء} لكم {فِي مَا رزقناكم} من الأموال وغيرها {فَأَنتُمْ} وهم {فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ} أي أمثالكم من الأحرار؟، والاستفهام بمعنى النفي، المعنى ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له؟ {كذلك نُفَصِّلُ الأيات} نبينها مثل ذلك التفصيل {لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون.

.تفسير الآية رقم (29):

{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29)}
{بَلِ اتبع الذين ظَلَمُواْ} بالإِشراك {أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِى مَنْ أَضَلَّ الله} أي لا هادي له {وَمَا لَهُم مِّن ناصرين} مانعين من عذاب الله.

.تفسير الآية رقم (30):

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)}
{فَأَقِمْ} يا محمد {وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً} مائلاً إليه: أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك {فِطْرَتَ الله} خِلقته {التي فَطَرَ الناس عَلَيْهَا} وهي دينه التي ألزموها {لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله} لدينه أي: لا تبدلوه بأن تشركوا {ذلك الدين القيم} المستقيم توحيد الله {ولكن أَكْثَرَ الناس} أي كفار مكة {لاَّ يَعْلَمُونَ} توحيد الله.